شجون

هذا هو الإسلام 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا هذا هو الإسلام 829894
ادارة المنتدي هذا هو الإسلام 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شجون

هذا هو الإسلام 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا هذا هو الإسلام 829894
ادارة المنتدي هذا هو الإسلام 103798

شجون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شجون

شجون تعزف على اوتار


    هذا هو الإسلام

    avatar
    عبير العبير
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 611
    تاريخ التسجيل : 23/08/2011

    هذا هو الإسلام Empty هذا هو الإسلام

    مُساهمة من طرف عبير العبير الخميس أغسطس 25, 2011 8:02 pm

    إخوتي الكرام

    هذا كتاب اقتنيته بعد أن بحثت عنه داخل هذه الشبكة العنكبوتية فلم أعثر عليه
    فقررت أن أورده هنا ليتصفحه معي كل من يهمه الأمر، وهو كتاب ( هذا ...هو الإسلام)
    للعلامة الشيخ الفقيه من علماء ثغر طنجة بالمغرب الأقصى ( محمد الزمزمي)
    وسوف أضعه على فصول متتابعة وسأبدأ بالمقدمة إن شاء الله


    هذا ... هو الإسلام

    المقدمة

    الحمد لله لا لغيره والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه


    أما بعد: فهذا كتاب سميته ( هذا هو الأسلام) بينت فيه ماهية الإسلام ، وما هي مهمته في الوجود ...
    وكان الحامل لي على كتابة هذا الكتاب هو أن أهل هذا الوقت لا يعرفون الإسلام ولا يعرفون ما يجب عليهم أن يعرفوه عن الإسلام.
    لهذا يسأل كثير من أبناء المدارس :
    - ما هو الإسلام ؟
    -وما هي مهمة الإسلام ؟
    والسبب في هذه الظاهرة المنكرة التي تظهر منهم هو الثقافة الأوربية التي يتلقاها أبناء هذا الوقت ،
    فالتعليم في المدارس مصبوغا بصبغة معادية للإسلام !
    وزادهم جهلا وضلالة ما فعلته الدول المعاصرة التي عزلت الإسلام عن السياسة وامور الدولة كلها
    فصار الإسلام في نظر هؤلاء المغفلين عبثا لا فائدة فيه ولا طائل تحته ، ولا مهمة له في الحياة التي
    يحياها أهل هذا الوقت ...!
    فلهذا قال قوم منهم : إن الإسلام نظرية ، وفلسفة مثالية غير قابلة للتطبيق !
    وقال آخرون : الإسلام تجربة من التجارب التي مرت بالحياة العربية ليس إلا ، وقد استنفذ أغراضه ، وليس لديه مقمومات البقاء والنماء !!
    ويقول الشيوعيون : الإسلام مجرد كلام وخطب على المنابر لا طائل تحتها !

    وإذا تامل العاقل في طعن هؤلاء الجهال المغرضين وجده نابعا عن الجهل بالإسلام ، وبما له من
    المزايا والفضائل التي اعترف بها العلماء من الأوربيين والأمريكانيين وغيرهم ...
    والحق ما شهد به الأعداء !!

    وقد أجبنا عن طعن الطاعنين في الأسلام بما ذكرناه في كتاب
    (موقف الإسلام من الأغنياء والفقراء)

    وكان مما أجبنا به قولنا : شتان بين نظام الإسلام الذي عملت به أمم كثيرة أزمانا طويلة فصلحت أحوالهم كلها وبين نظام الشيوعية الذي لم يتمكن من العمل به الشيوعيون انفسهم منذ ظهرت الشيوعية إلى الآن ، كما بينا ذلك في كتابنا ( عيوب الشيوعية 66-71)
    فهناك بينا أنهم تراجعوا عن العمل بمادئهم الأساسية في المذهب الشيوعي لعجزهم عن تطبيقها!!

    وقد نشرت الجرائد تصريح كاسترو - رئيس كوبا -
    '' إن مبدا الماركسية الإقتصادي لا يمكن العمل به في كويا''
    كما نشرت الجرائد في هذا العام - أعني عام 1984 م - أن الصين تراجعت عن العمل بالشيوعية
    وأنهم يطعنون في زعيم الشيوعية القديم (ماو)

    والغرض مما ذكرناه هو ان نبرهن على ان الإسلام هو الدين الصالح لكل زمان ، المناسب لكل لكل إنسان، المتوافق مع الأديان كلها في العقيدة والعبادة والشريعة والأخلاق والمعاملة .
    فلا يوجد دين يختار العاقل التدين به إلا الإسلام الذي يجده مناسبا لهذا الوقت ملائما لأحوال أهله ،
    كما شهد به العلماء الأجانب .

    ما هو الإسلام ؟

    الإسلام دين يدعو إلى توحيد الله بعبادته وحده ، وإلى إصلاح ما فسد من العقائد الدينية والعبادات الشرعية والاخلاق الإنسانية ، كما يدعو إلى إصلاح ما فسد من المعاملة والمصالح الدنيوية
    والعلمية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية .

    ما حقيقة الإسلام ؟

    حقيقة الإسلام أنه منهج الحياة السعيدة .
    ما هي مهمة الإسلام ؟
    مهمة الإسلام هداية الخلق إلى الحياة السعيدة في دنياهم وأخراهم.


    الفصل الأول

    يجب أن نشرح ما عرفنا به الإسلام بالادلة الصحيحة المبينة للمراد
    دعاء الإسلام إلى توحيد الله قضية مسلمة لا غبار عليها ولا يتنازع فيها موافق أو مخالف
    وآيات القرآن كلها تدعو إلى عبادة الله وحده ، وقد شهد بهذه الحقيقة العلماء من الأوربين والأمريكانيين وغيرهم.

    وكان دعاء الإسلام إلى التوحيد سببا في تحرير الناس من عبادة المخلوق ومن الخرافات التي كان
    الخوف منها شائعا بين الناس قبل الإسلام كالطيرة والكهان والسحر والجن والأصنام،ومن عبادة
    المخلوق التي حرر الإسلام الناس منها ( تقليد الآباء والاحبار والرهبان والعظماء ).

    وكان دعوته إلى العلم والتفكير والاستدلال بالدليل الصحيح أعظم الأسباب التي حارب بها الإسلام الخرافات وتقليد الآباء والعظماء فتنبهت العقول لبطلان الخرافات وتقليد الآباء والعظماء ...
    وعملت بما يقتضيه الدليل والتفكير الميتقن .

    وأما حقيقة الإسلام - التي هي منهج الحياة السعيدة - فإن معناها ان الإسلام بين الطريق الذي من
    سلكه كان سعيدا في حياته وذلك بالدعاء إلى الإيمان بالله تعالى وإلى الأخلاق الحسنة واتباع العلم.

    وأما مهمة الإسلام - التي هي هداية الخلق إبى الحياة السعيدة - فإن معناها أن الإسلام بين للناس المعاملة التي يكونون بها سعداء في أنفسهم ومع الناس ، ولا حياة إلا بالإيمان والاخلاق التي يمتاز بها الإنسان عن الحيوان الأعجم.

    وقال تعالى
    ( 1) ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )
    وعد الله المؤمن الذي يعمل بما يامره الله بالحياة الطيبة في دنياه وأخراه.

    1) آية النحل - 97 -


    وللفصول بقية


    عدل سابقا من قبل عبير العبير في الخميس أغسطس 25, 2011 8:08 pm عدل 1 مرات
    avatar
    عبير العبير
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 611
    تاريخ التسجيل : 23/08/2011

    هذا هو الإسلام Empty رد: هذا هو الإسلام

    مُساهمة من طرف عبير العبير الخميس أغسطس 25, 2011 8:04 pm

    الفصل الثاني

    عرف النبي ( صلى الله عليه وسلم) الإسلام بتعريف آخر ، وهو ما رواه البخاري ومسلم أن رسول
    الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال '' الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتوتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن إستطعت إليه سبيلا''. ( 1)

    ( 2 )عرف النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الإسلام بالأعمال التي تدل أن عاملها مسلم حقا ، لانها تدل على
    انقياده لله واستسلامه لأمره بالأعمال القولية ، والأعمال البدنية ، والأعمال المالية ، والأعمال التركية وهي الصيام الذي يترك فيه طاعانه وشهواته.(2)

    وهذا الاستسلام هو الذي عبر عنه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بحديث معاوية بن حميدة قال :
    قلت: يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال ( صلى الله عليه وسلم) : '' أن تسلم قلبك لله ، وتوجه وجهك لله ، وتقيم الصلوات المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المكتوبة ''. رواه أحمد والنسائي. (3)

    إسلام القلب لله يكون بالإيمان بالله ، واعتقاد عقيدة الإيمان
    وتوجيه الوجه لله يكون بالأعمال التي هي الصلاة والزكاة والصيام والحج.

    وسأل عمرو بن عبسة النبي ( صلى اله عليه وسلم ) عن الإسلام فقال ( صلى الله عليه وسلم ) :
    '' هو طيب الكلام ، وإطعام الطعام '' . رواه احمد ( 4) وفيه شهر ابن حوشب وقد وثق.

    عرف النبي (صلى الله عليه وسلم ) الإسلام تعريفا مغايرا للتعريف المتقدم ، ومعنى هذا أن الإسلام
    له مراتب:

    المرتبة الأولى : إسلام العبادة ، وهو المذكور الذي صدرنا به الفصل المذكور.
    المرتبة الثانية : إسلام الاخلاق : وهو المذكور في الحديث الذي رواه عمرو بن عبسة.
    المرتبة الثالثة: إسلام المعاملة ، وهو الذي أشار إليه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بقوله لما
    سأله عمرو بن عبسة : أي الإسلام خير فقال ( صلى الله عليه وسلم )
    "أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك". (5).
    يعني : ان افضل خصلة في الإسلام هي أن يسلم المسلمون من إذائك وسوء معاملتك.


    فقد عرف الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الإسلام بما يصلح للدين والدنيا ويتفق مع الحياة التي يحياها المسلم في دنياه ، لان إسلام العبادة يعبد به المسلم ربه ،ويواسي فقراء مجتمعه بما يؤديه من الزكاة المفروضة عليه.

    وإسلام الأخلاق يرشد المسلم إلى الاخلاق الحسنة التي يعامل بها الناس فيعيش بينهم سعيدا ،
    لان الكلام الطيب الذي عرف به النبي (صلى الله عليه وسلم ) الأسلام هو الكلام الذي يقبله الناس ويحبونه فيعيش المسلم بسبب ذلك محبوبا بين أبناء وطنه.


    ومن المعلوم أن الكلام القبيح يكون سببا في العداوة والبغضاء ، كما قال تعالى

    (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) (6)

    المعنى : إن الشيطان يجعل الكلام وسيلة إلى العداوة بين الناس ، فينبغي لهم أن يتكلموا كلاما حسنا لئلا يجد الشيطان سبيلا إلى مراده .

    وإطعام الطعام الذي ذكره النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مكملا به تعريف إسلام الاخلاق هو من
    الأسباب المهمة في المحبة والتآلف ونفع الناس.

    وقد بين الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أن أفضل عمل يعمله المسلم هو ان يكف إذايته عن المسلمين ، فلا يؤذ أحدا بلسانه أو بيده ، وهذا بيان لإسلام المعاملة التي يجب على المسلم أن يعامل بها المسلمين .

    ومعنى هذا التعريف ان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عرف الإسلام بما يصلح للدنيا ، ويتفق مع
    المصالح الدنيوية التي لا بد للناس منها في حياتهم السعيدة ، وبهذا كان الإسلام مرشدا للناس إلى
    السعادة الدنيوية كما أرشدهم إلى السعادة الأخروية وذلك لانه دين خالد صالح لكل زمان ، مناسب لكل إنسان.

    وبهذا كان الفضل على الاديان كلها لدين الإسلام الذي اهتم بالدنيا كما اهتم بالدين ، وأعطى لكل ذي
    حق حقه ، وهذه المزية مما دعت طائفة من الأوربيين إلى الدخول في الإسلام .

    2) أخرجه البخاري 1/20 -6/144ومسلم 1/37 واللفظ له
    3)أخرجه أحمد في المسند 4/446 والنسائي 5/54 وابن حبان كما في "الإحسان " 1/213 رقم 160 والحاكم في المستدرك4/600
    وصححه وأقره الذهبي.
    4) أخرجه أحمد في المستند 4/385 وكذا الطيالسي ( صفحة 157) مختصرا وفي سنده مجهول ، والحديث له شواهد ومتباعات.
    5) أخرجه أحمد 4/114 بسند صحيح.
    6) آية 53 سورة الإسراء.
    avatar
    عبير العبير
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 611
    تاريخ التسجيل : 23/08/2011

    هذا هو الإسلام Empty رد: هذا هو الإسلام

    مُساهمة من طرف عبير العبير الخميس أغسطس 25, 2011 8:07 pm

    الفصل الثالث

    وهو في ذكر المزايا التي امتاز بها الإسلام على الأديان والمذاهب العصرية
    وسوف أورده على أجزاء متتالية .

    الجزء الأول


    قال الله جل ذكره
    ( اليوم أكملت لكم دينكم، وأتتمت عليكم نعمتي،ورضيت لكم الإسلام دينا )(7).

    وفي صحيح البخاري أن يهوديا قال لعمر
    " إنكم تقرؤون آية في كتابكم ، لو علينا -معشر اليهود- أنزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا"
    فقال عمر أية آية ، فقال اليهودي
    (اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا)
    فقال عمر:
    إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله( صلى الله عليه وسلم) ، نزلت عشية عرفة في يوم جمعة .(.
    وفي رواية غير البخاري : وكلاهما -بحمد الله - لنا عيد.(9).

    هذه الآية الكريمة نوه الله تعالى فيها بالإسلام ، وقد أشاد بفضله وذكر له مزايا عظيمة .

    الأولى : أنه أكمله فلم يكن فيه نقص ولا خلل
    والمراد بإكمال الدين القواعد الكلية التي تنطبق على جزئيات كثيرة منها
    " الضرورات تبيح المحظروات "
    فهذه القاعدة تنطبق على جزئيات كثيرة منها
    " إباحة التداوي بنقل الدم إلى المريض "
    وهي مأخوذة من آية
    ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ) (10).

    الثانية : الإعلان بإتمام نعمة الله على المسلمين بالهداية إلى الدين الكامل الذي لا يماثله دين
    من الأديان.
    وفي الآية ما يشعر بان النعمة لا تتم إلا بالهداية إلى الإسلام ، لأن النعمة في حق الكفار استدراج وليس بنعمة حقيقية ، كما تشير إليه آية
    ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم ، إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين)(11).

    الثالثة : التنويه باختيار الله للمسلمين وأنه رضي لهم الإسلام دينا .
    وهذا يدل على اعتناء الله بالمسلمين حيث اختار لهم الدين الذي يدينون به ورضيه دينا لهم.
    وقال الله جل ذكره
    ( إن الدين عند الله الإسلام )(12).

    أخبر الله تعالى أن الدين المعتبر هو الإسلام ، وذلك لأنه دين تام جامع بين الدين والدنيا ، يهتم بمصالحها كما يهتم بالدين ، فلهذا كان خالدا صالحا لكل زمان مناسبا لكل إنسان.
    ولا يخفى ما تدل عليه هذه الآية من فضل الإسلام والتنويه بقدره ، فالحمد لله على كرمه وعظيم إحسانه بالهداية إلى الإسلام .

    ومزايا الإسلام كثيرة يطول الكلام بذكرها كلها ، والحكمة تقول:
    " مالا يدرك كله لا يترك كله "
    لهذا رأينا أن نذكر من مزايا الإسلام ما تيسر ويكون تذكرة للمؤمنين .
    ويعجبني كلمة قالها السيد - رسيد رضا - في " الوحي المحمدي " قال :
    قال لي أحد كبراء و وجهاء النصارى في طرابلس الشام ، وكان قنصلا لدولتي روسيا وألمانيا
    " إن في الأسلام فضائل كالجبال وأرسخ ولكنكم دفنتموها حتى لا تكاد تعرف ، ونحن عندنا شيء
    قليل ككلمة - حب الله- ، فما زلنا نمده ونمطه ونقول :' الفضائل المسيحية 'حتى ملأ الدنيا كلها ".

    حقا إن الله فضل الإسلام بفضائل عظيمة ، وميزه بمزايا ثبت له بها الفضل على كل دين باعتراف القريب والبعيد والعدو والصديق .

    المزية الأولى :
    أنه حرر العقول من الأوهام والخرافات التي كانت شائعة بين الناس ، وأرشدها إلى اتباع العلم وما يؤدي إليه الاستدلال والنظر الصحيح ، كما حرر الناس من عبادة المخلوق ، وحارب التقليد واتباع الآباء والرؤساء بلا دليل ولا برهان .
    من قرأ القرآن وجد الآيات التي تأمر بالنظر والتفكير واتباع العقل كثيرة ، منها
    ( كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة ) (13).
    يعني : تتفكرون في أمور الدنيا والآخرة فتأخذون بالأصلح لكم فيهما ، ومنها آية
    ( و ليتذكروا أولوا الألباب ) (14).



    7) الآية (3) سورة المائدة.
    أخرجه البخاري ( 1/105 رقم 45 ) ومسلم (4/ 2312) والترمذي (5/250) والنسائي (8/114).
    9) أخرجه الطبري بهذا اللفظ ، كما في " فتح الباري " (1/105) وفي الأوسط للطبراني بلفظ " وهما لنا عيدان ".
    10) الآية (119) سورة الأنعام.
    11) الآية (178) سورة آل عمران.
    12)الآية ( 19) سورة آل عمران.
    13) الآية ( 219) سورة البقرة.
    14) الآية ( 29) سورة ص.


    avatar
    عبير العبير
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 611
    تاريخ التسجيل : 23/08/2011

    هذا هو الإسلام Empty رد: هذا هو الإسلام

    مُساهمة من طرف عبير العبير الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 12:15 pm

    الفصل الثالث


    الجزء الثاني

    قال في ( الوحي المحمدي ): "آيات النظر العقلي والتفكير كثيرة في الكتاب العزيز ".
    وقال وجدي ( "إن الانقلاب الكبير الذي أحدثه الإسلام في أمر الدين أظهر ما تكون عوامله في هذا الموطن ، موطن المناداة بسلطان العقل والمجاهرة بسيادة العلم . فسمع الناس لاول مرة في تاريخ الأديان كلمات "فكر" و "نظر" و "برهان" و " بطلان التقليد") انتهى من كتابه :
    - الإسلام دين الهداية -.

    من المعلوم أن العرب كانوا يعتقدون الكهان والطيرة ويخافون من الجن والأصنام ، فجاء الإسلام وبين لهم فساد ما يعتقدون بالأدلة العقلية والعلمية المذكورة في القرآن .
    وأما أهل الكتاب فكانت لهم اعتقادات فاسدة ومضحكة فجاء الإسلام وبين لهم فسادها ، كما بينت
    ذلك في كتاب ( عيوب المسيحية ) وفي ( دلائل الإسلام ) الجزء الأول ، وفي هذا الجزء بينت الاعتقادات الفاسدة المضحكة التي يعتقدها اليهود أيضا.

    ولأجل ما للعقل من الاعتبار والمكانة في الإسلام كان من المتفق عليه بين علماء الإسلام أنه إذا
    تعرض ظاهر النص من القرآن أو السنة مع العقل كان العمل بمقتضى العقل ، وأول النص الشرعي
    تأويلا يتفق به مع العقل أو فوضنا فيه الأمر إلى الله مع اعتقادنا أن المراد به لا يخالف العقل.

    وقد ورد في السنة ما يشهد لهذا ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
    ( إنما أنزل القرآن ليصدق بعضه بعضا ، فما علمتم منه فقولوا به ، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه )
    (15) رواه أحمد.

    هذا الحديث معناه التفويض في المعنى الذي لا يتفق مع العقل ، لهذا قال
    (ما جهلتم فكلوه إلى عالمه ) ولم يقل : فلا تقبلوه ، فكان المراد ما وجدتموه غير متفق مع العقل ففوضوا الأمر في معناه إلى الله.

    المزية الثانية
    أن عقيدته كلها كمال وتنزيه يقضي العقل بانه لائق بالإله مناسب لجلاله .
    عقيدة الإسلام ان الله موصوف بكل كمال ، منزه عن الشبيه والمثال ، قال القرآن الكريم
    ( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ) ( 16)
    معنى اللآية : الله لا يعبد غيره وله الصفات الكاملة الحسنة.

    وقال ( ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم) (17).
    معنى الآية: لله الصفة الكاملة التي لا صفة أعلى منها وهو الغالب الذي لا يغلب والموصوف بالحكمة في أفعاله وأقواله.

    وقال ( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد) (18).
    معنى السورة أن الله موصوف بصفات كاملة .
    الأولى : أنه واحد لا شريك له في الملك والألوهية .

    الثانية : أنه هو السيد الموصوف بكل كمال ، فهو السيد المقصود في الحوائج لا غيره ، وهو الحكيم
    الذي لا يماثله أحد في حكمته ، وهو الحليم الذي لا يماثله أحد في حلمه ، وهكذا فقل في الأسماء
    الحسنى كلها .

    الثالثة :أنه لا ولد له.

    الرابعة: أنه لا والد له.

    الخامسة:أنه لم يكن أحد مماثلا له في الذات والصفات والأفعال ، فليس في الوجود ذات تشبه ذاته،
    ولا صفة تشبه صفاته ، ولا فعل يشبه فعله.

    وقال
    (وهو السميع البصير) (19).
    معنى الآية أن الله ليس له شبيه.

    والآيات التي تدل على ما لله من صفات الكمال كثيرة معلومة .
    فقد اعترف علماء الأجانب بان عقيدة الإسلام بلغت الغاية القصوى في وصف الله بالتنزيه والوحدانية ، منهم صاحب كتاب( الإسلام خواطر وسوانح ) وصاحب كتاب (حاضر العالم الإسلامي)
    وصاحب كتاب (تراجم الأرباب) وصاحب كتاب ( المذاهب الباطنية ) وغيرهم .

    المزية الثالثة

    عقيدته مؤيدة بالدليل العقلي والبرهان العلمي.
    استدل الإسلام على وجود الله بأدلة ، منها : هذا العالم الذي هو فعل لا بد له من فاعل ، لان العقلاء
    متفقون على ان الفعل لا يكون بدون فاعل ، والآيات في هذا المعنى تفوق الحصر فلا حاجة بنا إلى ذكرها .
    ومنها : ظهور الحياة في المادة ، أي: الحيوان والنبات وظهور العقل في الإنسان .

    إن الملاحدة - المنكرين لوجود الله - لا يجدون جوابا عن هذا الدليل ولا سبيلا إلى الطعن فيه ، لأنهم
    يعترفون أن الحياة والعقل لا يأتيان إلا من حي عالم ، فمن أين جاءت الحياة والعقل ؟ لم يجدوا جوابا يحسن السكوت عليه لأن المتفق عليه بين العلماء أن الكون مرت عليه السنون الكثيرة ولم يكن فيه وجود للحياة والعقل .
    وعنى هذا فإن الحياة والعقل ليسا هما من خصائص المادة ولا من طبيعتها ، لانهما لو كانتا من خصائص المادة لظهرا مع ظهورها ولم يتاخرا هذه السنين الكثيرة .

    قال تعالى
    ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ) (20).

    وقال سبحانه
    (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها ) (21)

    وقال سبحانه
    ( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) (22). - الأفئدة - هي العقول.

    ومنها : وجود الانثى في الحيوان الذي هو من البراهين القوية على وجود الله وعلى وجود القصد
    في هذا الكون لانه لا يعقل أن تكون " المصادفة " هي التي تكون كائنا آخر مماثلا للذكر في الطاهر ومباينا له في التركيب الداخلي وهو المرأة ، بقصد دوام النسل في اللأرض.
    إن هذا وحده يدل على ان في الوجود خالقا مختارا أبدع الكائنات ونوع بينها .

    قال تعالى
    ( وما خلق الذكر والأنثى ) (23).

    وقال تعالى
    ( جعل لكم من انفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا ) (24).

    ومنها ظهور الحياة في الأرض بخصوصها دون غيرها من الكواكب ، وذلك ما يدل على بطلان القول بالمصادفة ووجود الخالق المختار.

    قال تعالى
    ( الذي جعل لكم الأرض فراشا ) (25).

    وقال سبحانه
    ( والأرض وضعها للانام )(26).

    ومنها:أن كل ما سوى الله محدث مخلوق
    وهذا ما اثبته العلم الحديث الذي برهن على ان العالم حادث حدث منذ خمسة بلايين من السنين، كما
    تجد شرح ذلك مفصلا في كتاب " الله يتجلى في عصر العلم " ص 25.

    ومنها : القرآن الكريم الذي قال العلماء المنصفون : إنه من الأدلة القاطعة على وجود الله وعلى بطلان القول بالمصادفة ، وذلك من جهة التحدي به كما تدل عليه آيات كثيرة منها آية
    ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ) (28)

    ومنها آية
    ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين ).



    15) أخرجه أحمد في المسند (2/185-181) بسند صحيح.
    16)الآية 8 سورة طه.
    17) الآية 60 سورة النحل.
    18) اللآية 1- 4 سورة الإخلاص.
    19) الآية 11 سورة الشورى.
    20) الآية 28 سورة البقرة.
    21) الآية 19 سورة الروم.
    22) اللآية 78 سورة النحل .
    23) الآية 3 سورة الليل .
    24) الآية 11 سورة الشورى .
    25) الآية 22 سورة البقرة .
    26) الآية 10 سورة الرحمن .
    27) الآية 62 الزمر و 16 الرعد .
    28) الآية 88 سورة الإسراء .
    29) الآية 23 سورة البقرة .
    avatar
    عبير العبير
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 611
    تاريخ التسجيل : 23/08/2011

    هذا هو الإسلام Empty رد: هذا هو الإسلام

    مُساهمة من طرف عبير العبير الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 12:16 pm

    الفصل الثالث

    الجزء الثالث


    ومن المعلوم أن العرب كانوا مفطورين على الفصاحة مجبولين على البلاغة والتفنن في النثر والشعر والخطابة ، حتى انهم كانوا يقيمون كل عام مواسم يتبارى فيها الخطباء ، ويتنافس في جمعها الشعراء منها : " سوق عكاظ المشهورة " ، فتحداهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)
    بالقرآن وصار يطالبهم بمعارضته ويحرضهم على الإتيان بمثله ، ويوبخهم بالعجز والنكوص عن معارضته فلم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا .

    فأنزل الله تعالى
    ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار )
    معنى الآية : فإن لم تعارضوا القرآن كما طلب منكم ولن تعارضوه أبدا لظهور عجزكم ، فآمنوا
    واتقوا النار .

    ولو عارض معارض القرآن لنقل ذلك نقلا متواترا ، لأن وقت التحدي بالقرآن كانت الجزيرة العربية
    كلها على الكفر ومحاربة الإسلام .
    ولا يخفى أن العرب ما عدلوا إلى القوة ومحاربة الإسلام بالقتال إلا لعجزهم عن معارضة القرآن
    والإتيان بما يبطله ، ولو كان ذلك في إمكانهم لفعلوه واستغنوا به عن القتال وسفك الدماء.

    دل القرآن على بطلان القول بالمصادفة لانه لا يعقل أن تاتي المصادفة بالقرآن الذي يعجز عن
    الإتيان بمثله أمة من العرب البلغاء ، ثم لا تاتي بمثله من بعد ذلك مع مرور الازمان الكثيرة.
    لعمر الله ، إن دلالة القرآن على رسالة الرسول ( صلى اله عليه وسلم) لمن أقوى الأدلة وأوضح
    البراهين لأن القرآن مؤلف من الكلمات التي يتكلم بها العرب ، ومن الألفاظ التي بها يتخاطبون ،
    فكيف يعجز العرب مع ذلك عن معارضته والإتيان بمثله ؟.


    لا والله ، إن هذا برهان ظاهر لا يشك فيه عاقل .
    ولنا أن نقول للطبيعيين : إذا كانت الطبيعة من شانها أن تخلق ، فلماذا لم تخلق كتابا مثل القرآن الذي تحدى العرب أن يأتوا بسورة منه مدة عشرين عاما ؟ فلم يقدروا على شيء.

    ومن وجوه إعجاز القرآن : ما فيه من الأخبار عن الحوادث التي كانت في الأزمان المتقدمة المطابق
    لما عند العلماء بذلك ، مع العلم بأن نبي الإسلام أمي ما قرأ ولا كتب ولا خالط العلماء.
    فقد اخبر القرآن بالأسئلة التي ألقاها أهل الكتاب على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فأجابهم عليها
    بما هو مطابق لما عندهم ، ولو أجاب بما هو مخالف لصنعوا عليه بذلك ، ونقل نقلا متواترا .

    قال تعالى
    ( ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا ) (83) سورة الكهف.

    وقال سبحانه ( ام حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ) (9) سورة الكهف.

    وقال تعالى ( إن يا جوج وماجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا) (93) سورة الكهف.

    وقال سبحانه
    (قتل أصحاب الأخدود ، النار ذات الوقود ، إذ هم عليها قعود ) (4- 9 ) سورة البروج .

    سألوه ( صلى الله عليه وسلم ) عن ذي القرنين وعن أصحاب الكهف وعن ياجوج وماجوج وعن أصحاب الأخدود وعن أمور اخرى يطول الكتاب بذكرها ، فأجاب بالحق المعورف لديهم .
    ومن وجوه إعجازه ما فيه من الأخبار عن الغيوب المستقبلة
    منها : أن العرب لا يقدرون على معارضة القرآن كما صرحت به آية
    ( لا يأتون بمثله )
    فكان كذلك مع حرصهم على معارضته ورغبتهم في القضاء على دعوته.

    ومنها : أن اليهود لا يقدرون أن يدعوا على أنفسهم بالموت كما صرحت بذلك آية
    ( لن بتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم )(30).
    فكان كذلك ما قدروا على ذلك مع حرصهم الشديد على تكذيبه ، ولو فعلوا ذلك لشاع بين الناس
    وانتشر ، واتخذه المنافقون الذين كانوا مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حجة على الطعن في الإسلام.

    ومنها: أن أهل مكة لا يلبثون فيها بعد إخراج الرسول ( صلى عليه وسلم ) إلا قليلا كما صرحت بذلك
    آية
    ( إن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذن لا يلبثون خلفك إلا قليلا). (31).
    فكان كذلك ، فإنه بعد الهجرة من مكة بتسعة عشر شهرا كانت غزو " بدر " التي قتل فيها سبعون
    رجلا من عظماء مكة الذين كانت لهم اليد القوية في إخراج النبي (صلى الله عليه وسلم ) من مكة
    كأبي جهل وامية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وغيرهم.

    ومنها: أن الإسلام سيظهر على الأديان كلها كما صرحت به آية
    ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) (32).
    فكان كذلك كما هو معلوم.

    ومنها: أن المسلمين سيملكون الأرض ويغلبون الدول كلها كما صرحت به آية
    ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم
    وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ) .( 33).
    فكان كذلك.



    30) الآية (95) سورة البقرة .
    31) الآية (76) سورة الإسراء .
    32) الآية (33) سورة التوبة.
    33) الآية ( 55) سورة النور .
    avatar
    عبير العبير
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 611
    تاريخ التسجيل : 23/08/2011

    هذا هو الإسلام Empty رد: هذا هو الإسلام

    مُساهمة من طرف عبير العبير الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 12:18 pm

    الفصل الثالث

    الجزء الرابع



    وقد كان نابليون القائد المشهور يبدي عجبه من سرعة الفتح الإسلامي واسنيلاء المسلمين على البلاد الواسعة في مدة قصيرة لا تتجاوز نصف قرن.
    ذكر الأمير " شكيب" أن المسلمين فتحوا في مدة ثمانين سنة أكثر مما فتحه الرومان في مدة ثمان مئة سنة .( حاضر عالم الإسلام).

    ومنها : ان الأرض يرثها العباد الصالحون كما صرحت به آية
    ( ولقد كتبنا في في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) (34).
    فكان كذلك ، فلقد استولى الصحابة والتبعون على أكثر البلاد شرقا وغربا في مدة لا تزيد على خمسين عاما .

    قال مؤلف كتاب ( حاضر العالم الإسلامي ) ' كاد يكون نبأ نشر الإسلام النبأ الأعجب الذي دون في
    تاريخ الإنسان '. انظر كلامه في الكتاب المذكور.
    وقوله تعالى في آخر الآية
    ( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين) (35).
    يزيدك علما بان المراد بالوارثين هم المسلمون ، وهذا خبر وبشرى ووعد.

    وفي ذكر هذه الآية المبشرة بأن الإسلام ( رحمة للعالمين )، عقب الأخبار بأن الأرض يرثها العباد
    الصالحون إشارة إلى ما كان الإسلام سببا في ظهوره من العلوم التي كانت مفتاحا لهذه الحضارة التي يعيش فيها أهل هذا الوقت ، لهذا كانت بعثته رحمة للناس كلهم لا للمؤمنين فقط.

    ويلاحظ العلماء أنه عند نزول هذه الآيات المبشرة بنصر الإسلام كان المسلمون في غاية الضعف والقلة ، كما أشارت إليه آية
    ( اذكروا إذا أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره).

    ومنها: أن اليهود لا يؤمن منهم إلا القليل ، وانهم إن قاتلوا النبي (صلى الله عليه وسلم ) انهزموا
    كما صرحت به آية
    (منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ).
    فكان كذلك ، فما ىمن اليهود إلا القليل.

    ومن المعلوم في التاريخ أن الصحابة لم ينهزموا في معركة ضد اليهود أبدا إلى ان أجلاهم " عمر"
    من الجزيرة .

    ومنها : أن اليهود لن تقوم لهم دولة إلا أذا اتصلوا بالدول الأجنبية وربطوا حبلهم بحبلهم كما
    كما صرحت به آية
    (ضربت عليهم الذلة والمسكنة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله).

    المراد ( بالذلة ) عدم الدولة ، والمراد ( بالناس ) غير المسلمين ( وحبل الله ) العهد من المسلمين
    والمراد أن اليهود لا تكون لهم دولة كغيرهم من الأمم الأخرى ، وإنما يعتزون ويكتسبون الدولة
    من غيرهم من المسلمين أم من غيرهم .

    وقد كان ذلك ، فإن اليهود من لدن عصر النبوة وهم أذلاء لا دولة لهم إلى إن جاء هذا الوقت الذي اتصلوا فيه بأمريكا وأوربا فناصروهم حتى كونوا لهم دولة.

    ومنها : إخباره بالمركوبات البخارية التي اخترعت في هذا العصر كما صرحت به آية
    ( الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ).
    فإن قوله تعالى ( ويخلق ما لا تعلمون ) إخبار بالمركوبات التي ظهرت في هذا العصر.

    ومنها : أن ما فوق جو الأرض ليس فيه هواء ما تدل عليه آية
    ( يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ).
    فإن أهل هذا الوقت طاروا إلى الأجواء العليا فشعروا بضيق الصدر إلى درجة الاختناق بسبب
    عدم الهوتء.

    ومنها : آية
    ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ).
    اكتشف أهل هذا الوقت أن السماء واسعة اتساعا مدهشا لا يكلد يصدقه العقل .

    ومنها : آية
    ( فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ).
    دلت هذه الآية على أن مواقع النجوم شيء عظيم ، ومن عظمه أن علماء الفلك يقولون :
    إن السافات بين النجوم تبلغ مبلغ الخيال .



    المزية الرابعة

    إن القرآن معجزة خالدة ، فكما كان معجزة بالنسبة إلى العرب كذلك هو معجزة بالنسبة إلى أهل هذا الوقت بما فيه من العقائد التنزيهية ، والأحكام المناسبة لكل وقت ، والأخلاق العالية ،والمسائل العلمية ، كما شهد به العلماء الأجانب.

    قال مؤرخ إنجليزي " إن الديانة الحقة التي وجدتها تسير مع المدنية حيثما سارت لهي الديانة الإسلامية ، ومن أراد أن يعرف شيئا عن هذا فلقرأ القرآن وما من نظريات علمية وقوانين وأنظمة تربط المجتمع ، فهو كتاب ديني علمي اجتماعي خلقي ، وكثير من أنظمته تستعمل حتى في وقتنا الحالي وستبقى حتى قيام الساعة ". انتهى من مجلة ( المستمع العربي ) التي كانت تصدرها الإذاعة البريطانية أيام الحرب العالمية الثانية .

    وفي كتاب ( الشرق الأوسط في العصر الإسلامي ) للدكتور الأمريكي ' سدني فيشر ' - أستاذ التاريخ
    بجامعة أوهايو الامريكية - ما معناه " إن القرآن كتاب تربية وتثقيف وليس كل ما فيه كلاما عن الفرائض والشعائر ، وإن الفضائل التي يحث عليها المسلمين من أجمل الفضائل وأرجحها في موازين الأخلاق ، ثم ختم كلامه قائلا :
    " غننا إذا نظرنا في مجال الإسلام الواسع في شؤون العقائد الدينية والواجبات الدينية والفضائل الدينية ، لم يكن في وسع أحد إلا أن يعتبر محمدا ( عليه الصلاة والسلام ) نبيا مفلحا جدا ومصلحا موفقا لانه كما قال بعض الكتاب ' وجد مكة بلدة مادية تجارية لا يعرف أهلها إلا الخمر والقمار والفحشاء ، ولا يقيمون وزنا لليتامى والأرامل والضعفاء ، فإذا بمحمد ( صلى الله عليه وسلم )
    وهو مجرد من كل ما يعتز به الملأ من قومه قد جاءهم بالهداية إلى سبيل الله وإلى طريق الخلاص '
    انتهى بنقل العقاد في كتابه ( ما يقال عن الإسلام ).


    34) الآية ( 55 ) سورة النور .
    35) الآية ( 105) سورة الأنبياء.
    avatar
    عبير العبير
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 611
    تاريخ التسجيل : 23/08/2011

    هذا هو الإسلام Empty رد: هذا هو الإسلام

    مُساهمة من طرف عبير العبير الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 12:20 pm

    الفصل الثالث

    الجزء الخامس


    المزية الخامسة


    إن القرآن بين كثيرا من المسائل التي اشتبه أمرها على أهل الكتاب والأديان الأخرى واستدل على بيانه بالدليل العقلي الذي لا ينكره إلا المعاند او الجاهل الذي لا يدري ما يقوله العلماء
    قال تعالى ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) ( 43).

    فمن المسائل التي بينها : تنزيه الله تالى عن صفات النقص كالجسمية والولد والتعب والندم وما إلى ذلك مما وصفه به أهل الأديان الأخرى من أهل الكتاب وغيرهيم .

    ومنها : أن الله تعالى إله جميع المخلوقات وليس لشعب من الشعوب فضل على غيره إلا بالأيمان والعمل الصالح ، وكان أهل الكتاب والمجوس يدعون أن لهم فضلا على غيرهم من الشعوب ، كما
    دلت عليه آية
    ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) (44).

    ومنها : ان النبوة فضل الله يويته من يشاء من عباده ، وكان اهل الكتاب يزعمون أن النبوة لا تكون إلا فيه فيهم .

    ومنها : تحريم عبادة الأنبياء والعلماء والعباد والرهبان والأحبار واتباعهم فيما خالفوا فيه كتاب الله .

    ومنها : ان الذنوب لا يغفرها راهب ولا عالم وإنما يغفرها الله وحده.

    ومنها : تحريم تقليد الآباء والعلماء فيما خالفوا فيه النص وما دل الدليل على خطئهم فيه.

    ومنها : أن الكفر برسول من الرسل كالكفر بجميعهم ، وكان أهل الأديان الأخرى يؤمنون برسلهم
    ويحسبون أنهم مهتدون.

    ومنها : ما يجب للنساء من الحقوق التي كانت الأديان الأخرى لا تعرفها.

    ومنها : قصة عيسى ( عليه السلام ) الذي افترى اليهود على أمه وبهتوها بالزور ،وتبعهم النصارى في وصفهم عيسى بما لا يجوز عقلا ولا شرعا ، فبين لهم الإسلام الحق الذي هو عدل ووسط بين تفريط اليهود وإفراط النصارى.


    المزية السادسة

    أنه أرشد أهل الأديان الأخرى إلى إصلاح ما فسد من العقائد والأحكام والاخلاق.

    يقول العلماء : إن الدعوة إلى نبذ الصور والتماثيل في المسيحية كانت متأثرة بالإسلام ، كذلك وجدت طائفة من النصارى ينكرون عقيدة التثليث وألوهية المسيح .

    ويقول النقاد : إن ( كتاب اليوم ) يعني كتاب ( تأثير الإسلام في العبادة اليهودية ) الذي ألفه يهودي
    باللغة العبرية " قابل فيه ين عبادات اليهود قبل اتصالهم بالمسلمين وعبادتهم بعد هذا التصال ببضعة
    أجيال ، فأثبت المؤلف أن القدوة بالمسلمين عادت باليهود إلى إحياء السنن التي هجروها من عباداتهم الأولى ، وعلمتهم سننا أخرى لم يعلموها ، ونها شعائر في صميم العبادة كشعائر الوضوء والغسل ونظام الصلاة الجامعة وغيرها من الصلوات ".انتهى من كتاب ( ما يقال عن الإسلام).

    وقال الكتور غوستاف لبون : إن العرب هم أول من علم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين .
    انتهى بنقل كتاب ( الإسلام والنصرانية ).


    المزية السابعة

    أنه حمل إلى أوربا العلم والحضارة التي يعيش فيها أهل هذا العصر ، كما صرح به أحد علماء بريطانيا قائلا :
    " إن معظم العلماء يقرون علنا بعلو كعب العرب وفضلهم على أوربا في علوم الفلسفة والرياضة
    والفلك والموسيقى ، وبما تدين به أوربا المسيحية للحضارة الإسلامية في جميع هذه المناحي "
    انتهى من مجلة ( المستمع العربي ) التي كانت الإذاعة البريطانية تصدرها في الخرب الثانية.

    وقال الدكتور غوستاف لبون : ' العرب هم الذين فتحوا لأوربا ما كانت تجهله من عالم المعارف
    العلمية والأدبية والفلسفية بتأثيرهم الثقافي ، فكانوا ممدنين لما وأئمة ستة قرون '
    انتهى من كتابه ( حضارة العرب ) ترجمة زعيتر.

    ويقول العلامة ليبري : ' لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتأخرت نهضة أوربا عدة قرون '
    انتهى بنقل الدكتور لبون .

    ويقول الأستاذ محمد أسد النمساوي : ' ولسنا نبالغ إذ قلنا : إن العصر العلمي الحديث - الذي نعيش فيه - لم يدشن في مدن أوربا النصرانية ، ولكن في المراكز الأسلامية في دمشق وبغداد ومصر وقرطبة ،إن أثر هذا النفوذ كان في أوربا عظيما ، لقد بزغ مع اقتراب الحضارة الإسلامية نور عقلي في سماء الغرب ملاها بحياة جديدة وبتعطش إلى الرقي' انتهى من كتابه
    الإسلام على مفترق الطرق).

    وقالت الدكتورة الألمانية زيغريد : ' إن الوقت قد حان للتحدث عن شعب قد أثربقوة على مجرى الحوادث العالمية ، ويدين له الغرب كما تدين له الإنسانية كافة بالشيء الكثير ' انتهى من كتابها
    ( شمس العرب تسطع على الغرب ).


    المزية الثامنة

    المكتشفات النافعة في العلم والحياة الإنسانية .

    ذكر المؤرخون أن اول من تنبه للطيران ورأى أنه ممكن هو - العباس ابن فرناس الأندلسي -
    الذي صنع لنفسه جناحين وطار بهما مسافة طويلة ، ولا يخفى أن هذا أبدع من الطائرة .

    والبوصلة التي تهتدي بها السفن البحرية من اختراع المسلمين .

    وبيت الإبرة من اختراعهم أيضا .

    والبارود من اختراع المسلمين على القول الصحيح.

    وأول من رسم صورة الأرض على شكل كرة - الشريف الإدريسي -

    والفنارات على شواطئ البحر من عمل المسلمين .

    والساعة من اختراعهم.

    والأرقام المستعملة الآن في أوربا من اختراعهم.

    واختراعهم في علم الفلك معلوم .

    والدورة الدموية من اكتشافهم .

    واكتشافهم في البصريات معروف .


    قالت الدكتورة الألمانية زيغريد : ' فالعرب في الواقع هم الذين ابتدعوا طريقة البحث العلمي الحق القائم على التجربة ' انتهى كتابها ( شمس العرب تسطع على الغرب ).

    معنى هذا الكلام أن البحث العلمي المعتمد عند أهل هذا العصر في البحوث العلمية من اختراع المسلمين .

    وفكرة اكتشاف أمريكا أخذها - كولمبس - من - كتب ابن رشد- .
    وفي الحديث
    ( بينما أنا نائم إذ جيء بمفاتح خزائن الأرض فوضعت في يدي ) متفق عليه ( 45 ) .

    إن العلوم - التي كان الإسلام سببا في انبعاثها حتى أمكن لأهل هذا العصر أن يتوصلوا بها إلى الحضارة العصرية - هي المفاتح التي وضعت في يده ، ليكون أتباعه هو الفاتحين بها أولا.



    43) الآية ( 76) سورة النمل .
    44) الآية ( 18) سورة المائدة .
    45)أخرجه البخاري ( رقم 7013) ومسلم ( 1/ 371- 372 ).
    avatar
    عبير العبير
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 611
    تاريخ التسجيل : 23/08/2011

    هذا هو الإسلام Empty رد: هذا هو الإسلام

    مُساهمة من طرف عبير العبير الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 12:25 pm

    الفصل الثالث


    الجزء السادس


    المزية التاسعة

    أنه دعا إلى المبادئ الشريفة التي يفتخر أهل هذا العصر بالعمل بها

    أولها : المساواة بين الناس في الحقوق والاعمال والمعاملة والحكم ، كما دلت عليه آية
    (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (46 ).

    وحديث ( ليس لاحد فضل على احد إلا بدين وتقوى ) . رواه أحمد ( 47 ).
    وحديث (لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى ) . رواه الطبراني ( 48).
    وحديث ( من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو لعصبة فليس مني ). ( 49 )
    رواه مسلم - عمية - بضم العين.
    إن القوانين الوضعية لم تعرف مبدأ المساواة إلا في اواخر القرن الثامن عشر ، أي بعد الإسلام
    بثلاثة عشر قرنا.

    ثانيها : الحرية في الدين وفي الرأي وفي العمل .
    كان الأصل في تقرير هذا المبدأ آية
    ( لا إكراه في الدين ) (50) .
    وكان الناس قبل نزولها يكرهون على اعتناق عقيدة الحكومة ، ولم تعرف القوانين العصرية مبدأ
    الحرية إلا في القرن الثامن عشر .
    إن الإسلام يعطي للمسلم الحرية في ان يعلن برأيه الذي يراه صوابا إذا كان متفقا مع العقل .
    وآية
    ( كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم أو الوالدين والأقربين ) (51).
    وحديث ( قل الحق ولو كان مرا ) (52).

    وكان الأصل في تقرير هذا لمبدأ آية
    ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا إسراف في القتل ) (53).
    وآية
    ( لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) (54 ).
    وحديث ( من قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ) .(55). رواه الترمذي وحسنه.
    دل هذا الحديث على ان المدافع عن نفسه وماله وأهله إذا قتل كان شهيدا .
    وآية
    ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) (56).
    وآية
    ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ) (57)
    نهت الآية الاولى عن الكلام في الرجل بما يكرهه محافظة على حرمته ، وامرت الآية الثانية بجلد من قذف غيره بالزنا ثمانين جلدة محافظة على العرض أن ينتهك بدون حق.
    وآية
    (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) (58).
    أمرت هذه الآية بالعدة عقب الطلاق محافظة على النسب لئلا يختلط.
    وآية
    ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم )(59).
    وآية
    فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) (60).

    رفعت الآية الحرج عن السلم في ان يطلب الرزق في موسم الحج ، وامرت الآية الثانية بطلب الرزق بعد انتهاء صلاة الجمعة ، فكان معنى الآيتين الإذن للمسلم في أن يطلب الرزق في كل وقت وفي كل مكان ، ولا نزاع في أن المسلم له الحق في أن يعمل كل عمل لا يحرمه الإسلام.

    وعقدت وزارة العدل في المملكة السعودية ندوة للبحث في حقوق الإنسان في الإسلام ، خطب فيها الأستاذ " مالك برايد فقال :
    'من هنا ومن هذا البلد الإسلامي يجب أن تعلن حقوق الإنسان لا من غيره من البلدان ، وإنه يتوجب على العلماء المسلمين أن يعلنوا هذه الحقائق المجهولة عند الرأي العام العالمي والتي كان الجهل بها سببا لتشويه سمعة الإسلام من أعداء الإسلام والمسلمين '.

    و " مالك برايد " كان وزيرا للخارجية في إيرلندا ، وكان أستاذا في جامعة دوبلين ، ورئيسا لاتحاد
    المجلس الأوربي.

    وقال أحد العلماء الأوربيين الذين حضروا في الندوة المذكورة :
    ' إنني بصفتي مسيحيا أعلن هنا في هذا البلد الإسلامي يعبد الله حقيقة ، وإنني مع السادة العلماء أعلن بأن أحكام القرآن في حقوق الإنسان هي بلا شك تفوق على ميثاق حقوق الإنسان '.
    انتهى من ( دعوة الحق ) العدد السابع ( الحجة 1392 هجرية ).

    رابعها : إن المؤمن لا يكون مؤمنا "" إيمان المعاملة " حتى يعامل الناس بالمعاملة التي يجب أن يعاملوه بها ، كما دل عليه حديث
    ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) (61) . متفق عليه .
    وإذا كان أخوه كافرا احب له الإيمان وعامله بالصدق والوفاء والأمانة .

    خامسها : الاعتناء بالمرأة ومنحها من الحق ما يجعلها كالرجل في الكرامة والمنزلة .
    يقول العلماء : غن الإسلام اول من دين أكرم المرأة وأنزلها المنزلة التي تليق بها في المجتمع الإنساني ، وقد كانت قبل الإسلام محتقرة مظلومة عند جميع الأديان ، وكان الفرنج يعدون المرأة
    من الحيوان الأعجم لا من الإنسان ، فجاء نبي الإسلام ( صلى الله عليه وسلم ) يتلو عليهم آية
    (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) (62).
    وإن أعطى الإسلام للرجل رئاسة العائلة فإن ذلك لأجل قدرته على النفقة وحماية العائلة .

    وتفضيل الرجل في الإرث لاجل أنه مكلف بالقيام بالمرأة - زوجة وأختا وأما -.
    وقد بسطت الكلام على المرأة في الباب الخامس من ( دلائل الإسلام ) وفي الباب العاشر.

    سادسها : الاهتمام بالفقراء وفرض الزكاة في أموال الأغنياء لأجل الفقراء . إن كثيرا من علماء أوربا ينوخون بفرض الزكاة في الإسلام ويمدحون مشروعيتها .
    وقالوا : إن الإسلام عالج المشكلتين اللتين تشغلان العالم
    الأولى : العنصرية
    الثانية : الفقراء
    عالج الأولى بالمساواة وحارب العنصرية ، وعالج الثانية بفرض الزكاة.

    سابعها : تحريم الخمر والمخدرات والمقامرة
    لا ينازع عالم في ان الإسلام أول من حرم الخمر والمفترات ، وفرض العقوبة على من يشربها ،
    وقد حاولت أمريكا تحريم الخمر ( عام 1932) فلم تنجح فأباحتها ، ويعترف العقلاء من الأجانب
    أن الإسلام حمى المسلمين من شر عظيم بسبب تحريم الخمر والقمار.

    ثامنها : الجمع بين المصلحة الدينية والدنيوية ، كما تدل عليه آية

    ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذار النار أولائك لهم نصيب مما كسبوا )(63).
    ذكر الله في هذه الآية أن الذين يطلبون من الله أن يعطيهم في الدنيا نعيمها ، ويطلبون أن يعطيهم في
    الآخرة محمود في الإسلام يمدح صاحبه ويعان عليه.


    ولهذا كان النبي ( صلى الله عليه وسلم) يدعو بهذا الدعاء كثيرا وشرع الدعاء به في الطواف بالكعبة .
    ولقد امتاز الإسلام بهذه المزية عن غيره من الأديان اأخرى ، فاليهودية تغلب عليها الحظوظ الجسدية والمنافع المادية ، والمسيحية تغلب عليها التعاليم الروحية والزهد في الدنيا ، وإن خالف
    هذه التعاليم أكثرهم ، والمجوسية يغلب عليها الزهد أيضا وتعذيب الجسد.
    ولأجل جمع الإسلام بين الدين والدنيا كان كل عمل نافع يعتبر عبادة ، وإن كان من الأعمال الدنيوية
    كالبناء والطب والتجارة .



    46) آية (13) الحجرات.
    47) أخرجه أحمد ( 4/158-145) وانظر " الاحاديث الصحيح" رقم( 1037) للمحدث الألباني .
    48)أخرجه أحمد (5/411)بسند صحيح ، وابو نعيم في الحلية (3/100).
    49)أخرجه مسلم رقم (1850) ، وأحمد في المسند (2/296) واللفظ له.
    50)الآية ( 256) سورة البقرة.
    51) الآية (135) سورة النساء.
    52) حديث حسن أخرجه أحمد (5/159) والبيهقي في الشعب رقم (3430).
    53)الآية ( 33) سورة الإسراء.
    54)الآية (29) سورة النساء.
    55) أخرجه الترمذي رقم(1418-1412) واحمد (1/190) وأو داود (2/546) من رواية سعيد بن زيد ، وهو في البخاري رقم ( 2480) ومسلم (226) من رواية عبد الله بن عمرو مختصرا.
    56)الآية (12) سورة الحجرات.
    57) الآية (4)سورة النور.
    58) الآية (228) سورة البقرة.
    59) الآية (198) سورة البقرة.
    60) الآية (10) سورة الجمعة.
    61)أخرجه البخاري (1/10) ومسلم رقم ( 45).
    62) الآية (228) سورة البقرة.
    63)الآية (201) سورة البقرة.


    عدل سابقا من قبل عبير العبير في الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 12:32 pm عدل 1 مرات
    avatar
    عبير العبير
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 611
    تاريخ التسجيل : 23/08/2011

    هذا هو الإسلام Empty رد: هذا هو الإسلام

    مُساهمة من طرف عبير العبير الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 12:30 pm

    الفصل الثالث

    الجزء السابع

    المزية العاشرة


    الاقتصاد منظم تنظيما سالما من عيوب الرأسمالية ومن تهور الشيوعية .
    إنه نظام نسيج وحده لا يشبهه نظام من النظم الاقتصادية السائدة في هذا الوقت . لم يضع الإسلام
    تعاليم اقتصادية وسياسية ثابتة مستقرة ، لان هذه الامور قالبة للتغيير بحسب تغيرات الأحوال ،
    وإنما وضع من المبادئ الاقتصادية ما يرى المصلحة في تحقيقها .

    منها : تحريم الربا الذي هو إثراء على حسب المقترض المحتاج.

    ومنها: تحريم الاحتكار وإن كان من الحكومة الذي يسمونه تأميما.

    ومنها: كل معاملة يتعامل بها الناس فهي مباحة ما لم يكن فيها غش أو خيانة أو إضرار ، ولا عبرة
    بمنع اتباع المذاهب من أنواع من المعاملات بآرائهم الواهية ، فإنهم شوهوا بذلك محاسن الشريعة الإسلامية وحرموا الناس من التمتع بسماحتها.

    ومنها: حماية الملكية الفردية التي أخفقت الشيوعية بمنع الناس منها حتى أدى ذلك إلى تقاعس الناس عن العمل والزراعة ، لأن العامل يقول ' لا أتعب نفسي لتستفيد الحكومة '.


    المزية الحادية عشرة

    الشورى في الحكم الذي كان قبل الإسلام مختصا بالملوك والرؤساء ، فجعله الإسلام مبنيا على
    المشورة ورأي الجمهور ، كما دلت عليه آية
    ( وشاورهم في الأمر) (64) وآية ( وأمرهم شورى بينهم ) (65).

    ومن المعلوم أن الخلفاء الراشدين كانوا لا يبرمون أمرا إلا بعد مشاورة العلماء وذوي الرأي من الأمة .
    ومما امتازت به الشورى الإسلامية أن الأقلية - التي لم يؤخذ برأيها - يجب عليها أن تسارع برأي
    الأغلبية بدون نقد أو اعتراض.،وبهذا كانت الشورى الإسلامية ناجحة دون الشورى العصرية .
    ويقول العلماء إن الدول الأوربية لم تعرف مبدأ الشورى إلا في القرن السايع عشر.


    المزية الثانية عشرة

    اعتبار العرف الجاري به العمل بين الناس ، والاعتماد عليه في الأحكام والمعاملة .
    ويدل على ما ذكرناه آية
    (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) (66).
    وآية
    ( إذا سلمتم ما آتيتم بالنعروف ) ( 67).
    وآية
    ( وعاشروهن بالمعروف ) (68)
    وآية
    ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) (69).
    أي بما هو معروف بين الناس وجرت به عاداتهم .
    هذا الأصل وسع دائرة الأحكام الشرعية حتى وسعت تقريبا جميع النوازل على تغاير أشكالها.


    المزية الثالثة عشرة

    مبادرته إلى المبادئ التقدمية التي لم يهتد إليها المفكرون والعلماء الاجتماعيون إلا في القرن
    العشرين.

    منها : حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل .

    منها : مبدأ المساواة بين الأجناس البشرية ومحاربة العنصرية .

    ومنها : تحريم الربا والقمار الذي حرر الاقتصاد الإسلامي من قبضة الرأسمالية الجائرة.

    ومنها : تحريم الخمر والمخدرات.


    المزية الرابعة عشرة

    ما له من القواعد الكلية التي تكون الشريعة بها صالحة لكل زمان .
    والقاعدة قضية كلية تنطبق على جزئيات متعددة كقاعدة "الضرورات تبيح المحظورات "
    فهذه قضية كلية يندرج تحتها مسائل متعددة

    منها : إباحة التداوي بنقل الدم من إنسان إلى إنسان آخر ، ذلك الحكم المأخوذ من آية
    ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضررتم إليه ) (70).

    1- من القواعد الكلية : مشروعية العدل والمساواة بين الناس في كل شيء ، فكل ما كان عدلا أو وسيلة إلى العدل ، فواجب في الإسلام العمل به وغن لم يكن هناك نص عليه بخصوصه.

    2- ومنها : " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ". تؤخذ هذه القاعدية من نصوص متعددة
    منها الصلاة بالإيماء عند الخوف على المال تقديما لدفع مفسدة ضياع المال على مصلحة الصلاة بالركوع والسجود.
    ومنها : التيمم للمريض تقديما لدفع مفسدة المرض على مصلحة الوضوء.

    3- ومن القواعد الكلية : " الضرورات تبيح المحظروات ".
    أخذت هذه القاعدة من آية
    ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضرتتم إليه ).
    وينبني على هذه القاعدة فروع مختلفة
    منها: إباحة الميتة للمضطر .
    ومنها : التخلف عن الجمعة خوفا على المال والوظيفة .

    4 - ومن القواعد الكلية : المشقة تكون سببا في التيسير
    تؤخذ هذه القاعدة من آية
    ( وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ) (71).
    ومن آية
    ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) (72).
    وآية
    ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) (73).

    5- ومنها: الإتيان بالمستطاع التي تؤخذ من آية
    ( فاتقوا الله نا استطعتم ) (74).

    6- ومنها : الخطأ والعمد في حق الناس سواء ، تؤخذ هذه القاعدة من آية
    ( ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله ) (75).

    7- ومنها: إذا تعارض ضروران ارتكب أخفهما ، تؤخذ هذه القاعدة من آية
    (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله) ( 76).

    8- ومنها: سد ذرائع الشر والفساد ، تؤخذ هطه القاعدة من آية
    ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا عدوا بغير علم ) (77).

    9- ومنها: المحافظة على الأصول الخمسية ، وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال ، فكل ما يكون وسيلة إلى حفظ هذه الأصول فهو ( مصلحة ) زكل ما يفوت هذه الأصول فهو ( مفسدة ) .
    والمحافظة على هذه الأصول الخمسة عليها ينبني القول بالمصالح المرسلة الذي كان له أثر عميق
    في التشريع الإسلامي.

    10- ومنها: الاجتهاد عند نزول النوازل الدينية والدنيوية ، كما دل عليه حديث معاذ
    " كيف تصنع إذا عرض لك قضاء "
    قال: اجتهد رأيي . رواه أبو داود والترمذي ، ولا بد من المشورة فيه (78).

    11- ومنها: الأصل في الأشياء الإباحة ، تؤخذ هذه القاعدة من آية
    ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) ( 79).

    12- ومنها : الأصل في الأشياء الطهارة حتى تدل علامة على خلاف ذلك ، تؤخذ هذه القاعدة من
    النصوص الدالة على جواز الانتفاع بكل شيء.

    13- ومنها: رفع الحرج في الأعمال الشريعة التكليفية ، تؤخذ هذه القاعدة من آية
    ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (80).

    14- ومنها: إذا تعرض الأصل والغالب عمل بالغالب ، ومن فروعها : أن الأصل في المسلمين العدالة لكنه لما غلب عليهم الفجور عمل بالغالب وترك الأصل ، والأصل في أسواق المسلمين الحلال فإذا غلب التهاون والجراءة على الحرام عمل بالغالب .

    15- ومنها : العمل بالظن في العبادة والمعاملة ، ومن فروعها : قبول شهادة من يظن صدقه ، وأكل الطعام الذي تطن حليته.

    16- ومنها: اعتبار الأمارات في الاستدلال على الحق والتوصل إلى إقامة العدل ، دليلها أن النبي
    ( صلى الله عليه وسلم ) كذب ابن حيي حين أخفى المال بالعلامة التي دلت على كذبه في ان المال قد نفذ ، وكانت العلامة كثرة المال وقصر المدة .(81).



    64) الآية (159) سورة آل عمران.
    65) الآية (38) سورة الشورى.
    66) الآية ( 233) سورة البقرة.
    67)الآية (233à سورة البقرة.
    68) الآية ( 19) سورة النساء.
    69) الآية ( 288) سورة البقرة.
    70)الآية (119) سورة الأنعام.
    71) اللأية (42) سورة النساء.
    72) الآية (184) سورة البقرة.
    73) الآية ( 196) سورة البقرة.
    74) الآية ( 16) سورة التغابن.
    75) الآية ( 92) سورة النساء.
    76) الآية ( 9) سورة الحجرات.
    77) الآية (108) سورة الأنعام.
    78) أخرجه أبو داود (2/272) والترمذي رقم ( 1227).
    79)الآية (29) سورة البقرة.
    80) الآية (185) سورة البقرة.
    81) أخرجه أبو داود (2/141) وانظر شرح الزرقاني على المواهب اللدنية (2/229).

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 6:25 pm