خزعبلات لا تصدقها

ساحر تائب يكشف لمصراوي سر الصنعة



صورة تعبيرية لاعمال السحر والشعوذة


"بعد ما بتحضر الجن وتوكلهم بحاجة معينة لازم تصرفهم وإلا هيئذوك وفيه أكتر من طريقة لصرفهم لكن أشهر طريقة، واللى أنا شخصياً كنت باستخدمها هى قراءة سورة الزلزلة 3 مرات، وترديد كلمة (أشتاتاً) 7 مرات لأن هذه الكلمة جات فى القرآن والناس لما بتسخر من السحر بتقول (أشتاتاً أشتوت)".

الشيخ سيد محروس (ساحر تائب) كما يقول عن نفسه "أنا تبت والحمد لله، ودلوقتى على المعاش"، هو فى الستينات من عمره، يسكن فى بيت شديد التواضع فى منطقة أبو رواش، ويلزم بيته دائماً منذ بلوغه سن المعاش.

تعلم محروس السحر من شيخ تعرف عليه فى الجيش، وكان الموظف السابق فى هيئة الآثار قد استعان فى التعلم على يد هذا الشيخ بمجموعة كتب عن السحر ورثها عن والده، الذى ورثها هو الآخر عن والده.

يفضل سيد دائماً الحديث عن صولاته وجولاته فى دنيا السحرة التى ذاع صيته بسببها فى فترة شبابه، ويؤكد أنه اجاد صناعة "الأعمال السحرية" ومن أكثر الأعمال التى كان ينجزها لزبائنه أعمال "الربط" وأعمال "التقليب".

وعن "الربط" يذكر الشيخ الذى أصيب بزرقة فى عينه اليسرى، أن هذه النوعية من الأعمال تمنع الزوج من اداء واجباته الزوجية حيث يقول :"أنا كنت شاطر فى الربط جداً، والجن كمان شاطر فى الربط جداً وشاطر فى أى أذى، كنت أجيب قرن كبش ومعاه سبع خيوط من الصوف ألوان مختلفة وأغسلهم زي الميت وأحطهم في كفن وأقرأ عليهم العزيمة، وأنا بابخر بلبان دكر وجاوى وكزبرة وأدفنهم في تربة مهجورة، والراجل بعدها يتربط ومهما يروح لدكاترة مستحيل يخف إلا لما العمل يتفك".
فى بيتنا جن ولا ندرى!


وهو يصب كوباً من الشاى الساخن قال الساحر التائب "قبل ما نحضر العفريت لازم نصرف الجن إللى حوالينا!"، يوضح العم محروس ما بدأه مع أول رشفة من الكوب قائلاً:" لازم اول شئ تصرف العمار، وده جن بيسكن البيت عادى لكنه بيحب الإنسان ومش بيأذيه، وتانى شئ نصرف القرين، وده بقى الجن الملازم للإنسان يوسوس له، والشئ التالت إننا نصرف الجن الطاير، وده جن جوال بين الأرض والسما وممكن يأذى".

ويؤكد الساحر المتقاعد أن العمل لا يتم إنجازه لو لم يُصرف العمار - الجن الملازم البيوت - لأنهم سيمنعون الجن الذى يستدعيه الساحر من دخول المنزل وقد يقع بينهما عراك "على الطريقة الجنية".
لا يمكن للجن أن يتأخر


الجن لا يمكن أن يتأخر على الساحر، فهو دائما ما يحضر رغم أنفه، ولكن ما السبب الذى يدفع الجن إلى تلبية نداء الساحر دون تردد؟

يجيب الشيخ محروس على هذا الإستفسار قائلاً:" العزيمة اللى الساحر بيقراها بيبقى فيها أسماء علوية وسفلية قوية ما يقدرش الجن ميحضرش لو أقسمنا عليه بيها، لكن لو الجن حضر والساحر غير متمكن بيكون فيه خطر عليه من الجن لأنه عصبى"، وحتى يتقى الساحرُ شر الجن الذى استدعاه فإن الساحر يقرأ آية الكرسى - كما يقول سيد.
أدوات الساحر لتحضير الجن


العزيمة هى الأداة الأولى لتحضير الجن، وهى عبارة عن كلام يردده الساحر يكون - بحسب إدعاء السحرة - سبباً فى إستدعاء الجن، وفى هذا الإطار يقول محروس "أنا كنت باستخدم عزيمة عبارة عن البرهتية والجلجلوتية (قصيدة شعر)، بس كنت باستخدم البرهتية أكتر لأنها أقوى وأسرع فى الشغل".

وفى كتاب الأعمال استخدم محروس فى أيام نشاطه كساحر الحبر الروحانى، وهو اسم الحبر الذى يستخدمه بعض السحرة فى كتابة ما يطلقون عليه اسم "الحجاب"، و"العمل"، ويكشف محروس عن تركيبة هذا "الحبر الروحانى" قائلا: "ده من أكبر الأسرار فى المهنة، لكن على كل حال هو بيستخدم من مرارة الديك وماء الورد والزعفران والقطران، وأحيانا بنكتب بدم الغزال على رق من الجلد".
لماذا تاب الساحر؟


بالرغم من زعم محروس أنه "تاب إلى الله" إلا أنه لا يزال يحتفظ بكتبه القديمة التى كانت وسيلته فى تعلم السحر، وبينما كان محروس يصبّ كوباً ثانياً من الشاى قال "والله اتعرض عليا من فترة أبيع كتاب شمس المعارف اللى عندى بـ 10 ألاف جنيه بس رفضت".


محروس يؤكد أنه تاب لأنه تأكد من أن ما يقوم به مخالف لشرع الدين الذى يؤمن هو به، وبعيداً عن الدين فالواضح أن محروس لم يستطع تحقيق الثروة الطائلة من عمله فعزف عن الإستمرار فيه.