كيف لا أحزن

لم لا أحزن؟...



أحزن من رؤية طفل متشرد لا بيـت له يأويه



أحزن عليه إذ ليس من به يهتم و من يحميه



أحزن على أرملة وصغارها يتضرعون جوعا قلبها انفطر



أحزن على أم هجرها الإبن بعد أن كان لها السمع والبصر



وأحزن على ذلك الإبن الذي سلاها فهو بالدنيا اغتر





أحزن على أهل نسوا أن لهم فردا باب الهلاك قرع




أحزن على أمة سلك ناسها دروب الشيع



أحزن على إخوة بينهما فرق الطمع








أحزن على نفسي إن يوما أمرتها ولا تخضع




أحزن على أحبة زمانا كان فيه الحب قد بزغ




أحزن على الدنيا إن تملكها بدل الأمان الهلع




وأحزن وأحزن وأحزن ...




تنزل دموعي تجري على الخد لا تمسحها يد رئيفة



أداريها كي لا تراها عين فتكون لشماتتها حليفة




فكيف لا أحزن ؟

فعلا بأن الزمن تغير

وأن الناس أصبحوا غير ما كانوا عليه

وأن الدنيا بمغرياتها واللهفة عليها والتسابق إليها

أخذت الكم الكبير من تفكيرهم ووقتهم

فتنساوا الأهل والصداقة والشعور بما يدور حولهم