الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
دخول
من طرف عندما وعيت على الدنيا لم أجد سوى أبٍ مقعد كبير في السن أنهكه المرض وأم صغيرة بالنسبة لأبي الكهل تجيد العربية ولكن بلكنة هندية واضحة ,كنت في سنواتي الأولى أفخر بأمي كثيراً كأي طفلة وأعتبرها أفضل أم في العالم ولكن عندما كنت في الصف الثالث الإبتدائي حصل خلاف بيني وبين زميلتي أحلام إتهمتني فيه بسرقة قلمها فبكيت وضربتها فنظرت إلي نظرة لازالت تؤلمني إلى اليوم وقالت:إيه ماعليك شرهة يابنت الهندية ,عندما عدت إلى المنزل بكيت كثيراً وطلبت من أمي أن أنتقل من مدرستي حتى لاأرى أحلام وظللت أسبوع لاأذهب إلى المدرسة حتى تحققت رغبتي ولم أعلم حينها أن كل أوراقي الخاصة تثبت جنسية أمي ونسبها .
ذات يوم عدت من المدرسة باكية فقد قالت لي زميلتي هند: ماشاء الله على خادمتكم والله تعرف تتكلم عربي أمس عندما إتصلت بك قالت لي دانة نائمة,فعلمت أنها تقصد أمي لأننا لم نكن نملك خادمة ,بحثت حينها عن أمي لأجدها في المطبخ تعد غداء أبي الخاص فقلت لها بحدة : يعني كان لازم أبوي يتزوجك عشان الناس يذلوني ,كنت حينها في الصف الثاني متوسط ولاأدري كيف قلت ذالك ,ذهبت بعدها إلى فراشي وبكيت كثيراً لكن هذه المرة بكيت جرح أمي فأمي مسيكينة ليس لها ذنب ,أذكر تماماً عندما كانت تمشط شعري في طفولتي وتحكي لي حكايتها وتقول : كنت أخرج منذ شروق الشمس مع جدتك وأخوالك إلى الحقل لنعمل ونعود مع أذان المغرب ’ كانت جدتك تعمل بجد حتى توفر لنا لقمة المساء ,وعندما جاء أبوك يبحث عن عروس وجدت أمي ان تلك فرصة نادرة للعيش رجل ثري من السعودية بلد البترول فقدمتني إليه فرحة أعجب بي وتزوجني سريعاً,نسيت بعدها كل أحلام الطفولة ,الحقول واللعب والزواج من ابن خالي صديق طفولتي وصباي ,كان أبوك في الستين من عمره وكان مايعطيني إياه من مصروف يفوق حاجتي فأرسله حالاً لوالدتي وإخواني اليتامى .
تلك هي أمي التي يعيرني بها الجميع لاذنب لها سوى أنها قدمت نفسها قرباناً لعائلتها ,آه كم أحبك ياأمي وأحتاجك الآن أكثر من أي وقت مضى .
عندما وصلت المرحلة الثانوية توفي والدي فأصر أعمامي على ترحيل أمي وخروجها خروجاً نهائيا حينها أحسست أنني سأموت لو فارقتها وبكيت حتى تورمت عيناي وحاولت بكل جهدي إقناع أعمامي بإبقائها لكن هيهات.
أنا الآن الدكتورة دانا أفتقدك كثيراً ياأمي وأذكر وجهك الباسم كل يوم وأصرخ في وجه العالم كله : نعم أنا دانة بنت الهندية.
ذات يوم عدت من المدرسة باكية فقد قالت لي زميلتي هند: ماشاء الله على خادمتكم والله تعرف تتكلم عربي أمس عندما إتصلت بك قالت لي دانة نائمة,فعلمت أنها تقصد أمي لأننا لم نكن نملك خادمة ,بحثت حينها عن أمي لأجدها في المطبخ تعد غداء أبي الخاص فقلت لها بحدة : يعني كان لازم أبوي يتزوجك عشان الناس يذلوني ,كنت حينها في الصف الثاني متوسط ولاأدري كيف قلت ذالك ,ذهبت بعدها إلى فراشي وبكيت كثيراً لكن هذه المرة بكيت جرح أمي فأمي مسيكينة ليس لها ذنب ,أذكر تماماً عندما كانت تمشط شعري في طفولتي وتحكي لي حكايتها وتقول : كنت أخرج منذ شروق الشمس مع جدتك وأخوالك إلى الحقل لنعمل ونعود مع أذان المغرب ’ كانت جدتك تعمل بجد حتى توفر لنا لقمة المساء ,وعندما جاء أبوك يبحث عن عروس وجدت أمي ان تلك فرصة نادرة للعيش رجل ثري من السعودية بلد البترول فقدمتني إليه فرحة أعجب بي وتزوجني سريعاً,نسيت بعدها كل أحلام الطفولة ,الحقول واللعب والزواج من ابن خالي صديق طفولتي وصباي ,كان أبوك في الستين من عمره وكان مايعطيني إياه من مصروف يفوق حاجتي فأرسله حالاً لوالدتي وإخواني اليتامى .
تلك هي أمي التي يعيرني بها الجميع لاذنب لها سوى أنها قدمت نفسها قرباناً لعائلتها ,آه كم أحبك ياأمي وأحتاجك الآن أكثر من أي وقت مضى .
عندما وصلت المرحلة الثانوية توفي والدي فأصر أعمامي على ترحيل أمي وخروجها خروجاً نهائيا حينها أحسست أنني سأموت لو فارقتها وبكيت حتى تورمت عيناي وحاولت بكل جهدي إقناع أعمامي بإبقائها لكن هيهات.
أنا الآن الدكتورة دانا أفتقدك كثيراً ياأمي وأذكر وجهك الباسم كل يوم وأصرخ في وجه العالم كله : نعم أنا دانة بنت الهندية.
